المزمور المئة والثالث والمئة والرابع

 المزمور المئة والثالث

باركي الرب يا نفسي ويا جميع ما في داخلي اسمه القدوس باركي الرب يا نفسي ولا تنسي جميع إحساناته هو الذي يغفر جميع آثامك ويشفي جميع أمراضك يفتدي من الهوة حياتك ويكللك بالرحمة والرأفة يشبع سنيك خيرا فيتجدد كالعقاب شبابك الرب الذي يجري البر والحق لجميع المظلومين عرف موسى طرقه وبني إسرائيل مآثره الرب رؤوف رحيم طويل الأناة كثير الرحمة لا على الدوام يخاصم ولا للأبد يحقد لا على حسب خطايانا عاملنا ولا على حسب آثامنا كافأنا بل كارتفاع السماء عن الأرض عظمت رحمته على الذين يتقونه كبعد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصينا كما يرأف الأب ببنيه يرأف الرب بمن يتقونه لأنه عالم بجبلتنا وذاكر أننا تراب الإنسان كالعشب أيامه وكزهر الحقل يزهر هبت عليه ريح فلم يكن ولم يعد يعرفه موضعه ورحمة الرب منذ الأزل وللأبد على الذين يتقونه وبره لبني البنين الحافظين عهده الذاكرين أوامره ليعملوا بها الرب أقر عرشه في السماء وملكوته يسود الجميع باركوا الرب يا ملائكته الجبابرة الأشداء العاملين بأوامره عند سماع كلمته باركوا الرب يا جميع قواته يا خدامه العاملين برضاه باركي الرب يا جميع مخلوقاته في كل مواضع سلطانه باركي الرب يا نفسي

المزمور المئة والرابع

باركي الرب يا نفسي أيها الرب إلهي لقد عظمت جدا تسربلت البهاء والجلال أنت الملتحف بالنور كرداء الباسط السماء كالستارة الباني علياته على المياه الجاعل الغمام مركبة له السائر على أجنحة الرياح الجاعل من الرياح رسله ومن لهيب النار خدامه المؤسس الأرض على قواعدها فلا تتزعزع أبد الدهور كسوتها الغمر لباسا على الجبال وقفت المياه عند زجرك تهرب وعند صوت رعدك تهطل تعلو الجبال وتنزل إلى الأودية إلى الموضع الذي حددت لها جعلت لها حدا لا تجاوزه فلا تعود تغطي وجه الأرض أنت مفجر العيون في الوهاد فتسيل بين الجبال تسقي جميع وحوش البرية وبها تروي حمير الوحش عطشها عندها تسكن طيور السماء وتغرد من بين الأغصان من علياتك تسقي الجبال ومن ثمر أعمالك تشبع الأرض تنبت للبهائم كلأ ولخدمة البشر خضرا لإخراج خبز من الأرض وخمر تفرح قلب الإنسان لكي ينضر الزيت الوجوه ويسند الخبز قلب الإنسان تشبع أشجار الرب أرز لبنان الذي غرسه هناك تعشش العصافير وبيت للقلق في رؤوسها الجبال الشامخة للوعول والصخور معتصم للوبار صنع القمر للأوقات والشمس عرفت غروبها تلني الظلام فإذا الليل فيه تسعى جميع وحوش الغاب تزأر الأشبال في طلب الفريسة والتماس طعامها من الله تشرق الشمس فتنسحب وفي مآويها تربض يخرج الإنسان إلى شغله وإلى عمله حتى المساء ما أعظم أعمالك يا رب لقد صنعت جميعها بالحكمة فامتلأت الأرض من خيراتك هذا البحر العظيم المترامي الأطراف هناك دبيب لا حد له من حيوانات صغار وكبار هناك تجري السفن ولوياتان الذي كونته لتسخر منه الجميع يرجونك لتعطيهم طعامهم في أوانه تعطيهم فيلتقطون تبسط يدك فخيرا يشبعون تحجب وجهك فيرتاعون تسحب أرواحهم فيموتون وإلى ترابهم يعودون ترسل روحك فيخلقون وتجدد وجه الأرض ليكن مجد الرب للأبد ليفرح الرب بأعماله ينظر إلى الأرض فترتعد يمس الجبال فتدخن أنشد للرب مدة حياتي أعزف لله ما دمت ليطب له كلامي أما أنا فبالرب أفرح لينقرض من الأرض الخاطئون ولا يبق فيها الأشرار باركي الرب يا نفسي هللويا

تعليقات