المزمور السابع والسبعون والثامن والسبعون
المزمور السابع والسبعون
إلى الله صوتي فأصرخ إلى الله صوتي فإلي يصغي في يوم ضيقي التمست السيد في الليل انبسطت يدي ولم تكل ونفسي أبت أن تتعزى أذكر الله فتئن نفسي أئأمل فيغشى على روحي سلاه أمسكت أجفان عيني إضطربت فلم أتكلم فكرت في الأيام القديمة في السنين الغابرة في الليل أذكر معزوفتي أتأمل بقلبي ويبحث روحي أللأبد ينبذ السيد ولا يرضى من بعد ؟ أللأبد انقضت رحمته وإلى جيل فجيل انتهت كلمته ؟ أنسي الله رأفته أم حبس من الغضب أحشاءه ؟ سلاه فقلت هذا ما يحز في نفسي يمين العلي تغمرت أذكر أعمال الرب اذكر عجائبك القديمة وأتمتم بجميع أفعالك وأتأمل في أعمالك أللهم سبلك قداسة أي إله عظيم مثل الله ؟ أنت الإله الصانع العجائب وبعزتك قد أخبرت الشعوب بذراعك افتديت شعبك بني يعقوب ويوسف سلاه رأتك المياه يا ألله رأتك المياه فرجفت والغمار ارتعدت الغيوم سكبت المياه والسحب رفعت الأصوات وسهامك تطايرت صوت رعدك يدوي البروق أضاءت الدنيا والأرض ارتعدت وتزلزلت البحر طريقك وفي المياه الغزيرة سبلك ولا تعرف آثارك هديت شعبك كالغنم بيد موسى وهارون
المزمور الثامن والسبعون
أصغ يا شعبي إلى شريعتي أمل أذنيك إلى أقوال فمي أفتح فمي بالأمثال وأفيض بألغاز الزمن القديم ما سمعناه وعرفناه وما أخبرنا به آباؤنا لا نكتمه عن بنيهم بل نخبر به الجيل الآتي تسابيح الرب وعزته وعجائبه التي صنعها لأنه أقام شهادة في يعقوب ووضع شريعة في إسرائيل وأوصى آباءنا أن يعلموها أبناءهم لكي يعلم الجيل الآتي البنون الذين سيولدون فيقوموا ويخبروا أبناءهم حتى يضعوا ثقتهم في الله ولا ينسوا أعمال الرب بل يحفظوا وصاياه ولا يكونوا مثل آبائهم الجيل العاصي المتمرد الجبل الذي لم يثبت قلبه ولا كان أمينا لله روحه إن بني أفرائيم النبالة الماهرين في يوم القتال أدبروا لم يحفظوا عهد الله وأبوا أن يسيروا في شريعته ونسوا أعماله وعجائبه التي أراهم إذ صنع العجائب أمام آبائهم في أرض مصر في حقول صوعن فلق البحر فجعلهم يعبرون وأقام المياه كأنها أسوار وهداهم بالغمام في النهار وفي الليل كله بضوء النار فلق الصخور في البرية فسقاهم كأنما من غمار غزيرة وأخرج سواقي من الصخرة وأجرى المياه كالأنهار وعادوا يخطأون إليه ويتمردون على العلي في البرية وجربوا الله في قلوبهم سائلين طعاما لأنفسهم فتكلموا على الله وقالوا أيقدر الله أن يعد في البرية مائدة ؟ إنه ضرب الصخرة فسالت المياه وفاضت السيول فهل يقدر أيضا أن يعطي خبزا أو يعد لشعبه لحما؟فسمع الرب فثار ثائره فاشتعلت النار على يعقوب وثار الغضب على إسرائيل لأدهم لم يؤمنوا بالله ولا اتكلوا على خلاصه ثم أمر الغيوم من العلاء وفتح أبواب السماءوأمطر عليهم المن ليأكلوا وأعطاهم حنطة السماءفأكل الإنسان خبز الأقوياء وأرسل إليهم زادا حتى شبعوا بعث في السماء ريحا شرقية وساق بقدرته ريحا جنوبية فأمطر عليهم لحوما كالتراب وطيورا كرمل البحار وأسقطها في وسط مخيمهم حول منازلهم فأكلوا وشبعوا تماما وأتاهم بما يشتهون ولم يسكنوا مشتهاهم وطعامهم ما زال في أفواههم حتى ثار فيهم غضب الله وقتل الأقوياء منهم وصرع شباب إسرائيل مع هذا كله عادوا يخطأون ولم يؤمنوا بعجائبه فأفنى أيامهم بنفخة وسنيهم بمخافة ولما كان يقتلهم كانوا يلتمسونه ويتوبون وإلى الله يبتكرون ويذكرون أن الله صخرتهم وأن الإله العلي فاديهم فخدعوه بأفواههم وكذبوا عليه بألسنتهم أما قلوبهم فلم تكن معه ولا آمنوا بعهده وهو رحيم يغفر الإثم ولا يهلك كثيرا ما يرد غضبه ولا يثير كل سخطه ويذكر أنهم بشر نفس يذهب ولا يعود كم مرة تمردوا في البرية عليه وفي القفار أغضبوه وعادوا فجربوا الله وأحزنوا قدوس إسرائيل لم يذكروا يده يوم افتداهم من المضايق هو الذي جعل في مصر آياته وفي حقول صوعن معجزاته فحول أنهارهم إلى دماء وسواقيهم لكيلا يشربوا أرسل عليهم ذبابا فأكلهم وضفادع فأهلكتهم وأسلم إلى الدبى غلاتهم وإلى الجراد ثمر أتعابهم أهلك بالبرد كرومهم وبالصقيع جميزهم وأسلم إلى البرد بهائمهم وإلى الحريق قطعانهم أرسل عليهم نار غضبه السخط والحنق والشدة أرسل ملائكة مهلكين شق لغضبه طريقا لم يحفظ من الموت نفوسهم وأسلم إلى الوباء حياتهم وضرب كل بكر في مصر بواكير الرجولة في خيام حام ثم رحل شعبه كالغنم وساقهم كالقطيع في البرية وهداهم في أمان فلم يخافوا ووارى البحر أعداءهم وأدخلهم أرض قدسه الجبل الذي اقتنته يمينه وطرد الأمم من وجوههم وجعل بحبل القرعة ميراثا لهم وأسكن أسباط إسرائيل في خيامهم وجربوا الله العلي وتمردوا ولم يحفظوا شهادته وارتدوا فغدروا كآبائهم وانقلبوا كالقوس الخادعة وأسخطوه بمشارفهم وأغاروه بتماثيلهم سمع الله فثار ثائره ونبذ إسرائيل نبذا وهجر مسكن شيلو الخيمة التي نصبها بين الناس وأسلم إلى الأسر عزته وإلى يد المضايق جلاله وأسلم إلى السيف شعبه وغضب على ميراثه أكلت النار شبابهم ولم يزغرد لعذاراهم بالسيف سقط كهنتهم وما بكت أراملهم كالنائم استيقظ السيد وكالجبار الذي فرح بالخمر فضرب أعداءه في أدبارهم وجعلهم عارا أبد الدهور ونبذ خيمة يوسف ولم يختر سبط أفرائيم بل اختار سبط يهوذا جبل صهيون الذي أحب وبنى مقدسه كالعلي كالأرض التي أسسها للأبد واختار داود عبده ومن حظائر الغنم أخذه من خلف المرضعات أتى به ليرعى يعقوب عبده وإسرائيل ميراثه فرعاهم بسلامة قلبه وهداهم بفطنة يديه
تعليقات
إرسال تعليق